قال رئيس جمعية بشائر الخير الشيخ عبد الحميد البلالي : إننا نسعى دائما إلى فتح قنوات جديدة من التواصل مع التائبين وتحقيق الاندماج فيما بينهم والترويح عنهم بشتى الوسائل ، وعمل لقاءات ثقافية إلى جانب المحاضرات الشرعية والعلمية والتربوية ، وذلك بغرض تقوية الجانب المعرفي لديهم بما يحقق تفعيل برامج الجمعية وأهدافها .
جاء ذلك خلال اللقاء الثقافي مع التائبين للحديث عن الأمثال العربية القديمة والحديثة وأهميتها في حياتنا بحضور أمين السر السيد مسلم الزامل و عشرات التائبين .
أوضح الشيخ البلالي خلال اللقاء ، إن للأمثال العربية في حياتنا أهمية عظيمة وقيمة كبيرة من حيث ذيوع مادتها وانتشارها بين الناس وامتزاجها الشديد بلغتهم وارتباطها بمختلف جوانب حياتهم ، إذ أن الأمثال تمثل رصيداً حضارياً هائلاً لكل شعب من الشعوب ، فهي خلاصة تجارب الشعوب ومحصول خبراتها ، كما أنها مرآة تستنير بها النفوس وخلاصة خبرات وتجارب في الحياة .
وأضاف تراثنا العربي سجلٌ حافلٌ يحمل مخزوناً كبيراً من الأمثال العربية والشعبية التي تمثل عددا من التجارب الناجحة والمفيدة سواء في مجال التعاملات اليومية أو في المجال الاقتصادي والاجتماعي لذا لا يتردد بعضهم في قول المثل أو الحكمة عند الدخول في حل المشاكل والمنازعات أو في مجال النصح والإرشاد ، حيث تستخدم الأمثال كوسيلة ودعما للمقولة، وقد تحقق بفعلها نجاح في المهمات ولها قبول لدى العاقلة من الناس والمثل يقول "العقل وزير ناصح" ومعظم الأمثال العربية والشعبية والحكم لها صياغة واضحة استخدم فيها البديع ومرونة اللغة وعمق المعنى لتحقيق الهدف ووصولها إلى المتلقي بشكل مفهوم ومقبول.
وأشار الشيخ البلالي إلى عدد من هذه الأمثال العربية والشعبية في مختلف دول العالم قديمها وحديثها والقصص المرتبطة بهذه الأمثال لدى الشعوب وما تمثله من قيمة تحمل في داخلها حكمة عظيمة حيث أن المثل وليد تجربة حياتية :
( سبق السيف العذل - اللي اختشوا ماتوا - إن أخاك من واساك - رُبً رمية ِ من غير رامِ - على نفسها جنت براقش ) وغيرها الكثير من الأمثال التي تشيع بين الشعوب ويرددها البعض في حياتهم اليومية وعند ما يتطلب الاستعانة بالمثل لحل مشكلة ما ، أو استخدامه كحجة في مسألةِ معينة .
وختم البلالي قائلا : ما أحوجنا إلى إعادة قراءة هذه الأمثال العربية والاستفادة منها في حياتنا لتغيير سلوكنا إلى الأفضل ، بما يحمله المثل من ثروة مهمة لجيل اليوم ، إضافة إلى ربط الجيل الحالي بتراثه وما خلفه الأجداد من تجارب .
هذا وقد شارك عدد من التائبين ورؤساء اللجان في حوارات متبادلة حول العديد من الأمثال العربية التي مازالت عالقة في أذهانهم ، وعددا من الأمثال الشعبية الكويتية ذات الدلالات الهامة والتي تمثل جزءا مهما من الموروث الكويتي الحافل بهذه الأمثال ، كما وجه عددا من التائبين الشكر للشيخ البلالي على هذه المحاضرة الجيدة والتي فتحت أمامهم آفاقا واسعة لقراءة تراثهم العربي بما يحويه من كنوز عظيمة . |